الأحد، 8 يناير 2012

غسيل دماغ


من اليوم قررت أن أكتب!! أه بدي أكتب! شو عيب ولّا حرام؟ يعني كمحاولة لتحويل مصطلح أَكْبُتْ إلى أَكْتُبْ ... لم نعد بمعزلٍ عما يحدث حولنا، من اقتصاد لسياسة لرياضة لثقافة .. إذا البنات صاروا يحكوا بالكلاسيكو.. والصغار صاروا يحكوا عن مصر وسوريا وفلسطين والإصلاح.. إذا الناس صارت تسأل بعض: شو وضع الذهب هسّا ؟ طيب لسّا اليورو ماكل هوا؟
يعني بالمختصر بدي أبلش ابعبع بالكتابة، ورح أبلّش كتاباتي بأكثر موضوع محيّرني.... الوَطَنِيِة والإِنْتِمَاء، كثير انحكى عن هذا الموضوع وحتى لحظتنا هذه لا حياة لمن تنادي، لم نعد قادرين على تحديد ماهية الوطنية والانتماء ! هل أصبح مقياس الوطنية عندي بمقدار مجابهتي لمن يطالبون بإصلاح الأوضاع في البلاد؟ أو معارضتي لكل من يسعى إلى أردن أفضل!

هظول بدهم يخربوا البلد!! جملة ترن في أذني شبه يومياً وتتبعها التصريحات "بالله عليكو تنظبوا ببيوتكوا واحمدوا ربكو على نعمة الأمن والأمان" أو "الله يخليلنا جلالة الملك فوق روسنا"  أو "إللي مش عاجبوا البلد ينقلع"... تعالوا نمسك الموضوع من أوّله:

بالله عليكو تنظبوا ببيوتكوا واحمدوا ربكو على نعمة الأمن والأمان

يا جماعة الخير هذا تصريح تردد كثيراً وعلى لسان العديد.. و كما قال الكثير إن موضوع الأمن والأمان هو واجب على الأجهزة الأمنية مشكورين عليه ولكن لا يجب أن نبوس أيادي تلك الأجهزة كأنها تقدم لنا منحة تعطف علينا بها! ثانياً وهو الأهم وين كانت هاي الأجهزة لما نسرقت مصاري الشعب؟  بعدين لو الناس انظّبوا ببيوتهم كانت أسعار المحروقات مولّعة نار واللي مش مصدق يشوف قديش سعر برميل النفط من أيام بدء المسيرات حتى يومنا هذا.

الله يخليلنا جلالة الملك فوق روسنا

يا عمّي ما حدا بختلف على أن العرش للهاشميين.. وأثناء اضطلاعاتي المتواضعة على مطالب العديد ممن ينادون بالإصلاح لم أجد أي هدف من أهداف هزّ العرش الهاشمي، ويجمع المطالبون بالإصلاح على القيادة الهاشمية للبلاد، يا ناس.. الولاء مش بالصور ولا بالأغاني والأهازيج ولا حتى بالبلطجة والتعدّي على حقوق الناس، بل الولاء بالعمل الجاد والجماعي نحو حياة أفضل.

إللي مش عاجبوا البلد ينقلع

طبعٌ تفشّى في كبيرنا قبل صغيرنا.... الهروب ! تعوّدنا أن نهرب من حل المشاكل مستندين على ما قاله راشد الماجد "ابعد عن الشر وغنّيله" وهذا فعلاً ما نشهده في أيامنا هذه ! فالمطالبة بالإصلاح ومحاكمة الفاسدين في هذا البلد بات شراً يجب محاربته والتصدّي له بالبلطجة... وكل من تسّول له نفسه بأن يطالب بإلإصلاح صار مغسول دماغه أو بدّه يخرّب البلد!! وما أروع سياسة فرّق تسُد التي انتشرت كالطاعون في بلادنا ليلهونا عمّا هو أهم... من فلسطيني لأردني ... مسلم ومسيحي ... شيعي وسنّي ... وحداتي وفيصلاوي .. شمال وجنوب .. وأخيراً مؤيّد ومعارض !!!

وطنيّتنا هيّ خوفنا على بعض.. بعملنا وإنجازاتنا.. ووقوفنا في وجه كل من يستهتر في عقولنا، وتصدّينا لكل من أقدم على سرقتنا ! ما حدا بقدر يزاود على الثاني بوطنيته، أما بالنسبة لإنتماءنا فهو لتراب الأردن وللتمسّك بعروبتنا وباستقلالنا عن أعداءنا.

أخيراً حابب أحكي قصة واقعية قصيرة.. وأظن أن الكثير يعرفها ولكن هناك عبرة كبيرة وراء هذه القصة... في يوم من الأيام وخلال زيارة أحد الأجانب لوطننا الغالي ركب مع سائق تكسي أردني، وخلال مشوار الأجنبي سأل السائق: ما هي أحلامك؟ فأجاب السائق: أحلامي !!! إمممم، نفسي يكون هاد التكسي إلي بدل ما أنا ماخذه ضمان، ونفسي أفتح بيت صغير أتزوج فيه وأجيب ولاد أدخلهم المدرسة، ويكون عندي تأمين صحي وضمان اجتماعي .... قاطعه الأجنبي وحكالو: إنت شكلك فهمتني غلط... أنا سألتك عن أحلامك مش عن حقوقك !!!

فكيف يا أهل الوطنية والإنتماء تحرموننا من حقوقنا !!!

هناك 7 تعليقات:

  1. كلام رائع عميق بكلمات بسيطة.. وانت كما كنت و كما عرفتك دائما مبدع و "طموح" :) ولا زلت أرى النجاح الذي ستحققه سواء كان ذلك بالكتابة أو بنواحي الحياة الأخرى... بالتوفيق ... ^_^

    ردحذف
  2. كثير رائع المقال , خطوة اولى موفقة , اعتني باللمسات الاخيرة للمقالات القادة يعني اعمللها شوية مونتاج , حلو ادخال العامية لكن اللغة العربية السليمة الرصينة يجب ان لا تغيب , حاول بالمرة الجاي كمان تاخد القارىء من اول فشة الغل الى بعض الحلول المقترحة واثري المقال بالمعلومات , يعني شوية بحث ساعتين زمن عن بعض الوقائع بحد ذاتها اقتباس تصريح حقائق رقمية واحصائات او اي شيء من هاد بيدعم المقال وبيثريها , بارتقاب جديدك .

    ردحذف
  3. أكثر من رائع سند.. وشي بيفش الغل فعلا :)

    ردحذف
  4. يا سلام عليك يا سند... مقال جداً رائع ولا شك إنها بداية موفقة في عالم الكتابة، فإنت فعلاً عبرت عني بهذا المقال وعبرت عن كثير شباب ملّوا من الإعلام الرسمي وكتاب التدخل السريع "الموجهين"، وبدئوا يبحثوا عن وسائل أكثر واقعية وجرأة لتعبر عنهم دون إستخفاف بالعقول.
    أما بالنسبة للسحيجة والمزاودين (المغسول دماغهم) فاعلم يا صديقي إنهم مواطنون صالحون لكن الإعلام الرسمي غرر بهم وأوقف عقولهم عن التفكير والتحليل إلا بما يقدمه لهم ويعرضه عليهم، ويعزز ذلك رداحين الإذاعات الصباحية، ولذلك فإني أنصحك أن تجعل إحدى غايات كتاباتك أن تزيل هذه الغمامة عن عقول إخوتنا وتحررهم من الرواية الرسمية التي لسان حالها يقول: كل ما ننشر حقائق، وكل ما لا ننشر عبارة عن أكاذيب وإفتراءات وروايات مغرضة هدفها زعزعة إستقرار الوطن.
    وبالتوفيق...

    ردحذف
  5. محمد طراد ارشيدات13 يناير 2012 في 12:06 ص

    ابو ارشيد كلام كثير حلو وكبير وواعي وعنجد انت ضربتها عالوتر الحساس بس اسم الموضوع اتوقع لازم يكون كلام بالصميم او عالوتر الحساس

    ردحذف
  6. كلام جميل جدا ورائع كل الدعم الك صديقي سند
    تحيات مني انا محمد ابداح

    ردحذف