هاجمني الكثير مؤخراً، من نقاشات ساخنة واختلاف في الرأي
إلى شتائم وأكثر من ذلك، ولو كانت تلك النقاشات وجهاً لوجه كنت طلعت مطبّش، ما
علينا! المهم على رأي الشاعر المبدع هشام الجخ "مكملّين"، موضوعي هذه
المرة سيكون عن قضيّتنا الأزلية... فِلَسْــــــطِينْ..
كيف أبدأ اعتذاري؟ جرح سال من دماء وطننا العربي ولم
يستطع أحد حتى يومنا هذا أن يضمد الجرح! هل هي خياناتٌ عربية متتالية صعّبت من
مهمة مداواة الألم؟ أم هو يأس تملّكنا لننسى قضيّتنا العربية؟ وهل أصبحت القضية
صراع فلسطيني - اسرائيلي بدلاً من كونه صراع عربي - اسرائيلي ؟ أخشى أن الإجابة
على كل هذه الأسئلة هي: نَعَمْ !! فلسطين... أنا آسف !
نعم!! تفرّقنا.. واستخففنا بقوّتنا وسمحنا لعدوّنا أن
يغزو عقولنا، مما جعله يتحكم بأفكارنا ومعتقداتنا وتوجّهاتنا، جعلنا سياسة فرّق
تسد تنهش في عروبتنا وتبعدنا عمّا هو أهم، ونعم هي خيانات عربية من داخل السلطة
الفلسطينية ومن حكام العرب سهّلت لإسرائيل بأن تغزو عروبتنا وصعّبت على الشعوب
العربية أن تتحد من جديد لتقاوم العدو.
أصبحت الإنهزامية هي الوسادة التي نتّكئ عليها كل يوم
عندما يتعلق الأمر بفلسطين.. باتت الشعوب تتكلم عن الجرح العربي بتغيير ضمائر
اللغة العربية من ضمير المتكلّم إلى ضمير المخاطب، أقصد بأن تعبيرنا عن قضيّتنا
أصبح: الله ينصرهُمْ .. الله يعينهُمْ .. بل وتحوّل الخطاب عن القضية بالتدريج من القضية العربية إلى قضية الشرق الأوسط إلى
الشأن الفلسطيني.. طبعاً سياسة حقيرة لتهميش القضية ونسبها إلى الفلسطينيين
وحدهم!!!
فلسطين تعنيني وتعنيك وتعني كل من يعيش على أرض الأمتين
العربية والإسلامية.. وهنا أقتبس ما قاله صديقي المبدع والمثقف/ حامد أبو شندي: "أتمنّى دوماً لو أنني كنت من مواليد الخمسينات أو الستينيات من القرن
المنصرم، باعتقادي، كانت حياتي ستتخذ منحى آخر بعيداً عن الدراسة و إيجاد فرصة
العمل المثالية التي ستساعدني على تأسيس عائلة ومحاولة تحويش الفلوس... لكان فكري
أكثر ضيقاً وتحديداً وبعيداً عن الكماليات و المظاهر"... "علّني
أكفّر عن بعض من ذنوبي و ذنوب غيري وعما يجلبه التقاعس والتخاذل على أمتنا من
مصائب. لربما كان مصيري في إحدى زنازين الدول الشقيقة أو في المنفى، ولكنّي فقط
أمنّي النفس بأن أكون شبيهاً بعلي حسن سلامة أو أبوإياد، لكن مهلاً، كلاهما أغتيل.. بس بتضلها أحسن من متاطآة الرأس!" ....
شكراً حامد.. وفي النهاية كلّي أمل أن يتّحد شباب أمتنا لتوحيد
الأهداف الرئيسية وتحرير المنزوع من أرضنا ونرفض المفاوضة على شبرٍ من أرضنا العربية.. وكما قال شاعرنا محمود درويش رحمه الله: يا صديقي! لن يصب النيل في الفولغا ولا
الكونغو، ولا الأردن، في نهر الفرات! كل نهر وله
نبع... ومجرى... وحياة! يا صديقي! أرضنا
ليست بعاقر كل أرض ولها ميلادها.. كل فجر وله موعد ثائر!