الثلاثاء، 31 يناير 2012

فلسطين .... آنا آســــــــــف !


هاجمني الكثير مؤخراً، من نقاشات ساخنة واختلاف في الرأي إلى شتائم وأكثر من ذلك، ولو كانت تلك النقاشات وجهاً لوجه كنت طلعت مطبّش، ما علينا! المهم على رأي الشاعر المبدع هشام الجخ "مكملّين"، موضوعي هذه المرة سيكون عن قضيّتنا الأزلية...  فِلَسْــــــطِينْ..

كيف أبدأ اعتذاري؟ جرح سال من دماء وطننا العربي ولم يستطع أحد حتى يومنا هذا أن يضمد الجرح! هل هي خياناتٌ عربية متتالية صعّبت من مهمة مداواة الألم؟ أم هو يأس تملّكنا لننسى قضيّتنا العربية؟ وهل أصبحت القضية صراع فلسطيني - اسرائيلي بدلاً من كونه صراع عربي - اسرائيلي ؟ أخشى أن الإجابة على كل هذه الأسئلة هي: نَعَمْ !! فلسطين... أنا آسف !

نعم!! تفرّقنا.. واستخففنا بقوّتنا وسمحنا لعدوّنا أن يغزو عقولنا، مما جعله يتحكم بأفكارنا ومعتقداتنا وتوجّهاتنا، جعلنا سياسة فرّق تسد تنهش في عروبتنا وتبعدنا عمّا هو أهم، ونعم هي خيانات عربية من داخل السلطة الفلسطينية ومن حكام العرب سهّلت لإسرائيل بأن تغزو عروبتنا وصعّبت على الشعوب العربية أن تتحد من جديد لتقاوم العدو.

أصبحت الإنهزامية هي الوسادة التي نتّكئ عليها كل يوم عندما يتعلق الأمر بفلسطين.. باتت الشعوب تتكلم عن الجرح العربي بتغيير ضمائر اللغة العربية من ضمير المتكلّم إلى ضمير المخاطب، أقصد بأن تعبيرنا عن قضيّتنا أصبح: الله ينصرهُمْ .. الله يعينهُمْ .. بل وتحوّل الخطاب عن القضية بالتدريج من القضية العربية إلى قضية الشرق الأوسط إلى الشأن الفلسطيني.. طبعاً سياسة حقيرة لتهميش القضية ونسبها إلى الفلسطينيين وحدهم!!!

فلسطين تعنيني وتعنيك وتعني كل من يعيش على أرض الأمتين العربية والإسلامية.. وهنا أقتبس ما قاله صديقي المبدع والمثقف/ حامد أبو شندي: "أتمنّى دوماً لو أنني كنت من مواليد الخمسينات أو الستينيات من القرن المنصرم، باعتقادي، كانت حياتي ستتخذ منحى آخر بعيداً عن الدراسة و إيجاد فرصة العمل المثالية التي ستساعدني على تأسيس عائلة ومحاولة تحويش الفلوس... لكان فكري أكثر ضيقاً  وتحديداً وبعيداً عن الكماليات و المظاهر"... "علّني أكفّر عن بعض من ذنوبي و ذنوب غيري وعما يجلبه التقاعس والتخاذل على أمتنا من مصائب. لربما كان مصيري في إحدى زنازين الدول الشقيقة أو في المنفى، ولكنّي فقط أمنّي النفس بأن أكون شبيهاً بعلي حسن سلامة أو أبوإياد، لكن مهلاً، كلاهما أغتيل.. بس بتضلها أحسن من متاطآة الرأس!" ....

شكراً حامد..  وفي النهاية كلّي أمل أن يتّحد شباب أمتنا لتوحيد الأهداف الرئيسية وتحرير المنزوع من أرضنا ونرفض المفاوضة على شبرٍ من أرضنا العربية.. وكما قال شاعرنا محمود درويش رحمه الله: يا صديقي! لن يصب النيل في الفولغا ولا الكونغو، ولا الأردن، في نهر الفرات كل نهر وله نبع... ومجرى... وحياة يا صديقي! أرضنا ليست بعاقر كل أرض ولها ميلادها.. كل فجر وله موعد ثائر!

الأحد، 8 يناير 2012

غسيل دماغ


من اليوم قررت أن أكتب!! أه بدي أكتب! شو عيب ولّا حرام؟ يعني كمحاولة لتحويل مصطلح أَكْبُتْ إلى أَكْتُبْ ... لم نعد بمعزلٍ عما يحدث حولنا، من اقتصاد لسياسة لرياضة لثقافة .. إذا البنات صاروا يحكوا بالكلاسيكو.. والصغار صاروا يحكوا عن مصر وسوريا وفلسطين والإصلاح.. إذا الناس صارت تسأل بعض: شو وضع الذهب هسّا ؟ طيب لسّا اليورو ماكل هوا؟
يعني بالمختصر بدي أبلش ابعبع بالكتابة، ورح أبلّش كتاباتي بأكثر موضوع محيّرني.... الوَطَنِيِة والإِنْتِمَاء، كثير انحكى عن هذا الموضوع وحتى لحظتنا هذه لا حياة لمن تنادي، لم نعد قادرين على تحديد ماهية الوطنية والانتماء ! هل أصبح مقياس الوطنية عندي بمقدار مجابهتي لمن يطالبون بإصلاح الأوضاع في البلاد؟ أو معارضتي لكل من يسعى إلى أردن أفضل!

هظول بدهم يخربوا البلد!! جملة ترن في أذني شبه يومياً وتتبعها التصريحات "بالله عليكو تنظبوا ببيوتكوا واحمدوا ربكو على نعمة الأمن والأمان" أو "الله يخليلنا جلالة الملك فوق روسنا"  أو "إللي مش عاجبوا البلد ينقلع"... تعالوا نمسك الموضوع من أوّله:

بالله عليكو تنظبوا ببيوتكوا واحمدوا ربكو على نعمة الأمن والأمان

يا جماعة الخير هذا تصريح تردد كثيراً وعلى لسان العديد.. و كما قال الكثير إن موضوع الأمن والأمان هو واجب على الأجهزة الأمنية مشكورين عليه ولكن لا يجب أن نبوس أيادي تلك الأجهزة كأنها تقدم لنا منحة تعطف علينا بها! ثانياً وهو الأهم وين كانت هاي الأجهزة لما نسرقت مصاري الشعب؟  بعدين لو الناس انظّبوا ببيوتهم كانت أسعار المحروقات مولّعة نار واللي مش مصدق يشوف قديش سعر برميل النفط من أيام بدء المسيرات حتى يومنا هذا.

الله يخليلنا جلالة الملك فوق روسنا

يا عمّي ما حدا بختلف على أن العرش للهاشميين.. وأثناء اضطلاعاتي المتواضعة على مطالب العديد ممن ينادون بالإصلاح لم أجد أي هدف من أهداف هزّ العرش الهاشمي، ويجمع المطالبون بالإصلاح على القيادة الهاشمية للبلاد، يا ناس.. الولاء مش بالصور ولا بالأغاني والأهازيج ولا حتى بالبلطجة والتعدّي على حقوق الناس، بل الولاء بالعمل الجاد والجماعي نحو حياة أفضل.

إللي مش عاجبوا البلد ينقلع

طبعٌ تفشّى في كبيرنا قبل صغيرنا.... الهروب ! تعوّدنا أن نهرب من حل المشاكل مستندين على ما قاله راشد الماجد "ابعد عن الشر وغنّيله" وهذا فعلاً ما نشهده في أيامنا هذه ! فالمطالبة بالإصلاح ومحاكمة الفاسدين في هذا البلد بات شراً يجب محاربته والتصدّي له بالبلطجة... وكل من تسّول له نفسه بأن يطالب بإلإصلاح صار مغسول دماغه أو بدّه يخرّب البلد!! وما أروع سياسة فرّق تسُد التي انتشرت كالطاعون في بلادنا ليلهونا عمّا هو أهم... من فلسطيني لأردني ... مسلم ومسيحي ... شيعي وسنّي ... وحداتي وفيصلاوي .. شمال وجنوب .. وأخيراً مؤيّد ومعارض !!!

وطنيّتنا هيّ خوفنا على بعض.. بعملنا وإنجازاتنا.. ووقوفنا في وجه كل من يستهتر في عقولنا، وتصدّينا لكل من أقدم على سرقتنا ! ما حدا بقدر يزاود على الثاني بوطنيته، أما بالنسبة لإنتماءنا فهو لتراب الأردن وللتمسّك بعروبتنا وباستقلالنا عن أعداءنا.

أخيراً حابب أحكي قصة واقعية قصيرة.. وأظن أن الكثير يعرفها ولكن هناك عبرة كبيرة وراء هذه القصة... في يوم من الأيام وخلال زيارة أحد الأجانب لوطننا الغالي ركب مع سائق تكسي أردني، وخلال مشوار الأجنبي سأل السائق: ما هي أحلامك؟ فأجاب السائق: أحلامي !!! إمممم، نفسي يكون هاد التكسي إلي بدل ما أنا ماخذه ضمان، ونفسي أفتح بيت صغير أتزوج فيه وأجيب ولاد أدخلهم المدرسة، ويكون عندي تأمين صحي وضمان اجتماعي .... قاطعه الأجنبي وحكالو: إنت شكلك فهمتني غلط... أنا سألتك عن أحلامك مش عن حقوقك !!!

فكيف يا أهل الوطنية والإنتماء تحرموننا من حقوقنا !!!