الأربعاء، 1 مايو 2013

رسالة من تحت الماء !


رسالة من تحت الماء  


بعيد كتير عن بلادي ... عم بحكي لحالي ... سأبدأ بما قاله عزيز مرقة عندما كان مغترباً في الولايات المتحدة وبالتحديد في نفس المكان الذي أسكن فيه الآن ولاية آركانساس .. لم أجد غير الكتابة لأتكلم عن ما يدور في خاطري من وحدة وفراغ .. لذلك اتخذت الكتابة وسيلة للفضفضة .. وبذلك اتمكن من رؤية الكلمات التي تخرج من قلبي وتنبعث إلى أصابعي لأراها على الشاشة كوسيلة لإمدادي بالقوة والعزيمة.. بصراحة مش عارف إذا رح تنفع هذه الطريقة ولكن سأكتشف عندما أنتهي من الكتابة أو "الفضفضة" ...

لن أتطرّق إلى موضوع سبب غربتي عن وطني الحبيب فالقاصي والداني يعلم بما آلت إليه الأمور في أردننا الحبيب من تدهور في الحالة الاقتصادية ولا أتكلم عن الوضع الاقتصادي المتأثر عالمياً فذلك شيئاً يمكن التعايش معه والصبر عليه إلى أن تُفرج الأمور... لا بل أقصد الوضع الاقتصادي المتدهور نتيجة الفاسدين اللذين على ما يبدو لم ولن تهتز أقدامهم ما لم تهتز "أقدام من يرعى فسادهم" ... على أية حالة مش موضوعنا، قبل أن أغادر قيل لي بأن الغربة صعبة ولكن نحن مغتربون في وطننا فليس لنا قيمة في أردننا بين الحيتان اللّي أكلوا الأخضر واليابس .. لذلك شجعني كل من حولي على هذه الخطوة بمن فيهم أمّي ... هذه الانسانية التي لطالما كانت الحضن الدافئ والقلب الحنون التي ساندتني في كل خطوة سواءاً قبل مجيئي لأمريكا أو بعدها ... هذه الأم والأخت والصديقة والاستاذة والمستمعة التي ستبقى أفضل امرأة مّرت على حياتي على الرغم من وجود سيّدات رائعات سواءاً من حولي أو حتى في هذا العالم ... لا أدري لماذا تحولت كتابتي إلى فضفضة اشتياق ... مش مهم المهم أني مرتاح بهذه الكتابة ... نعم اشتقت لك يا أمّي يا من تأخذك الحمية في لحظات النقاش الأولى لتكونين كاللبؤة التي تحمي عرينها ومن ثم ينبعث منك نبعٌ من الحنان لتحضنينني في كلماتك الدافئة ...

أخي الحبيب غيث اشتقت لك ولحبك لاستفزاز  من حولك ... اشتقت لتسحيجك ونقاشاتنا التي لن تنتهي .. واشتقت لطيبة قلبك التي تمتاز باللا نهائية عندما تسدل الستار عن قبلك الأبيض .. ويا هديل اشتقت لكونك الأخت الرائعة بما تحملين من الصفات البدوية التي تكاد أن تكون تبعثرت في زمننا الأغبر.. أمّا أنت يا سلطان يا أخي العبقري فاشتقت لمثابرتك ومبادئك التي لطالما وضعتنا في الزاوية في أي نقاش خضناه ... اشتقت لكم ولجلساتي معكم التي نملؤها نميمة وضحكاً على مواقف من الماضي.. اشتقت لك يا داليا وللحظات التي كنت أستفزك بها ...

أم حسن جدّتي اشتقت لك ولكلامك السوري الرائع الذي أرى بساطتك ودفء قلبك من خلاله .. خالتي فايزة الحضن الذي يتسع للكون بأكمله ... اشتقت لك ولحكمتك التي لم ولن تبخلي علينا بها.. عمو أبو رامي "خيمة العائلة" اشتقت لك ولتقليدي لك عندما تتكلم في الهاتف ... خالي أحيد اشتقت لك ولزياراتك التي تبدأ خاطفة وتنتهي خاطفة .. اشتقت لك يا طارق يا من أبقيت عندي القناعة بأن الاعتدال بالدين هو الحل الأمثل في هذا الزمن ... ويا ابن خالي العزيز مهدي اشتقت لك ولأحاديثك عن مغامراتك في شغلك اللي مش عارف كيف بتيجيك الجرأة تعملها ... اشتقت للمتعجرف محمد صاحب الجلسة الرائعة التي يتمناها أي شخص.. اشتقت لوابل الرجل صاحب الإرادة القوية .. اشتقت لك يا مايا ولضحكتك الجميلة.. اشتقت لك يا دانيا ولتمردّك ... عمّي خضر .. لا اجد كلمة توصف من انت بالنسبة لي ... انت الصديق والمعلّم ببساطة أنت "سنداً لمن لا ليس له سند" اشتقت لك... اشتقت لك يا خالتو هزار يا صاحبة الروح الجميلة ..

اشتقت لأصدقائي اللذين لن أتمكن من سردهم جميعاً ولكن أخص بعضهم بالذكر ... اشتقت للازدواجي طلال ولنقاشاتنا الجميلة الغير محدودة .. اشتقت لتمردنا على أي ظلم ... اشتقت لك يا مناف صاحب القلب البريء على الرغم من حجمك الكبير ... اشتقت لنايف اللي حتى لو بضحك ببيّن كإنه مكشر ... اشتقت لك يا زيد اللي عايش على مبدأ "فخار يكسر بعضه المهم أنا مبسوط".. اشتقت لفراس الصاحب الأخ ... اشتقت لصديق الطفولة مهند اللي بتحملني دائماً ... اشتقت لك يا صديقتي المتمرّدة رانيا .. اشتقت للصديق الحكيم يزن واشتقت لكلامة الديونجي... اشتقت للمثقف أبو العملة صاحب الكلام الواعي واللي دائماً بيجي بالصميم.. اشتقت لسهرات الشدّة بالشريف ...

اشتقت لصديقة العمل العزيزة لجين أفضل مستمعة بالتاريخ ... اشتقت لطلعات القهوة مع معن وأطرش وأبو المومني وزيد وشوابكة.. معن زميل الغربة الجديد ... زميل الجامعة وما بعد الجامعة محمد الأطرش اشتقت لك .. واشتقت لأبو المومني رجل الأمن العام المتذمر ... اشتقت لزيد اللي ممكن تناقشه بأي شيء إلا في كرة القدم ... أبو الشوابكة اشتقتلك واشتقت لطيشانك ..

أما اشتياقي للحبيبة فهو شيء لا يوصف ويحتاج إلى مجلدات لأكتب مدى اشتياقي لك ولكن قدّر الله وما شاء فعل ... الحمدلله على كل حال...

حاسس إني نسيت كثير ... اشتقت لكم جميعاً وأقول لكم جميعاً أنا رحت بس رح أرجع ورح أرجع أقوى من أول ان شاء الله صحيح الغربة صعبة ولكن ذكرياتي معكم جميعاً تجعلني أقوى أحبكم وأطلب منكم أن تسامحوني وأن تدعو لي  ... وبصراحة طلعت الكتابة مريحة..